الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
*2*18 - أخرج النحاس في ناسخه وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت سور الكهف بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال: نزلت سورة الكهف بمكة. وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن الضريس وابن حبان والحاكم والبيهقي في سننه وابن مردويه، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال". وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وأبو عبيد في فضائله، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال". وأخرج أبو عبيد وابن مردويه عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشرة آيات من أول سورة الكهف، ثم أدركه الدجال، لم يضره. ومن حفظ خواتيم سورة الكهف، كانت له نورا يوم القيامة". وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن الضريس والنسائي وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، عن أبي العالية قال: قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة، فجعلت تنفر... فينظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرا فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن". وأخرج الطبراني عن أسيد بن حضير، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، إني كنت أقرأ البارحة سورة الكهف فجاء شيء حتى غطى فمي...!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه.. تلك السكينة جاءت حين تلوت القرآن". وأخرج الترمذي وصححه، عن أبي االدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال". وأخرج ابن الضريس والنسائي وأبو يعلى والروياني، عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال". وأخرج ابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ من سورة الكهف عشر آيات عند منامه عصم من فتنة الدجال، ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان له نورا من لدن قرنه إلى قدمه يوم القيامة". وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، وإن خرج الدجال عصم منه". وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في السنن والطبراني في الأوسط وابن مردويه والضياء، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف، كانت له نورا من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره". وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي سعيد لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، كانت له نورا يوم القيامة". وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في السنن، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين". وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والدارمي وابن الضريس والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج الدجال، لم يسلط ولم يكن له عليه سبيل". وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه، عن معاذ بن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأها كلها كانت له نورا ما بين الأرض إلى السماء". وأخرج ابن مردويه عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين". وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض، ولكاتبها من الأجر مثل ذلك؟ ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ومن قرأ العشر الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: سورة أصحاب الكهف". وأخرج سعيد بن منصور عن خالد بن معدان قال: من قرأ سورة الكهف في كل يوم جمعة قبل أن يخرج الإمام، كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة وبلغ نورها البيت العتيق. وأخرج ابن الضريس عن أبي المهلب قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، كانت له كفارة إلى الجمعة الأخرى. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سورة الكهف تدعى في التوراة الحائلة، تحول بين قارئها وبين النار". وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيت الذي تقرأ فيه سورة الكهف، لا يدخله شيطان تلك الليلة". وأخرج أبو عبيد والبيهقي في شعب الإيمان، عن أم موسى قالت: كان الحسن بن علي يقرأ سورة الكهف كل ليلة، وكانت مكتوبة له في لوح يدار بلوحه حيثما دار في نسائه في كل ليلة. وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن وهب، أن عمر رضي الله عنه قرأ في الفجر بالكهف. وأخرج ابن سعد عن صفية بنت أبي عبيد، أنها سمعت عمر بن الخطاب يقرأ في صلاة الفجر بسورة أصحاب الكهف. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نزلت سورة الكهف جملة معها سبعون ألفا من الملائكة". وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل، عن ابن عباس قال: "بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى أتيا المدينة فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفا لهم أمره وبعض قوله وقالا: إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. فقالوا لهما: سلوه عن ثلاث، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقول. فروا فيه رأيكم... سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب. وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه، وسلوه عن الروح ما هو، فإن أخبركم بذلك فإنه نبي فاتبعوه، وإلا فهو متقول. فأقبل النضر وعقبة حتى قدما قريش فقالا: يا معشر قريش، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور - فأخبراهم بها - فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، أخبرنا - فسألوه عما أمروهم به - فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبركم غدا بما سألتم عنه - ولم يستثن - فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل، حتى أرجف أهل مكة وأحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاء جبريل من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف وقول الله: وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق السدي الصغير، عن الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس: "أن قريشا بعثوا خمسة رهط - منهم عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث - يسألون اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفوا لهم صفته فقالوا لهم: نجد نعته وصفته ومبعثه في التوراة، فإن كان كما وصفتم لنا فهو نبي مرسل وأمره حق فاتبعه، ولكن سلوه عن ثلاث خصال، فإنه يخبركم بخصلتين ولا يخبركم بالثالثة. إن كان نبيا، فإنا قد سألنا مسيلمة الكذاب عن هؤلاء الثلاث فلم يدر ما هي. فرجعت الرسل إلى قريش بهذا الخبر من اليهود فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، أخبرنا عن ذي القرنين الذي بلغ المشرق والمغرب، وأخبرنا عن الروح، وأخبرنا عن أصحاب الكهف. فقال: أخبركم بذلك غدا. ولم يقل إن شاء الله. فأبطأ عليه جبريل خمسة عشر يوما فلم يأته لترك الاستثناء، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه جبريل عليه السلام بما سألوه فقال: يا جبريل، أبطأت علي. فقال: بتركك الاستثناء، ألا تقول: إن شاء الله؟ قال: وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فكان أكثر خطبته ذكر الدجال، فكان فيما قال لنا يومئذ: "إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته، وإني آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا؛ حجيج كل مسلم، وإن يخرج فيكم بعدي فلكل امرئ حجيج نفسه. والله خليفتي على كل مسلم، وإن يخرج من خلة بين العراق والشام، وعاث يمينا وعاث شمالا. يا عباد الله، اثبتوا فإنع يبدأ يقول: أنا نبي ولا نبي بعدي، وإنه مكتوب بين عينيه "كافر" يقرؤه كل مؤمن، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وليقرأ بقوارع سورة أصحاب الكهف، وإنه يسلط على نفس من بني آدم فيقتلها ثم يحييها، وإنه لا يعدو ذلك ولا يسلط على نفس غيرها، وإن من فتنته: أن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نارا، فمن ابتلى بناره فليغمض عينيه وليستعن بالله تكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار بردا وسلاما على إبراهيم، وإن أيامه أربعون يوما، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم كالأيام، وآخر أيامه كالسراب، يصبح الرجل عند باب المدينة فيمسي قبل أن يبلغ بابها الآخر. قالوا: وكيف نصلي يا رسول الله في تلك الأيام القصار...!؟ قال: تقدرون فيها كما تقدرون في الأيام الطوال والله وأعلم".بسم الله الرحمن الرحيم أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق علي، عن ابن عباس في قوله: {الحمد لله الذي أنزل الكتاب على عبده ولم يجعل له عوجا قيما} قال: أنزل الكتاب عدلا قيما ولم يجل له عوجا ملتبسا. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {أنزل الكتاب على عبده ولم يجعل له عوجا} قال: هذا من التقديم والتأخير، أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {قيما} قال: مستقيما. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: شديدا. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا} يعني، الجنة. وفي قوله: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأبو البختري في نفر من قريش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كبر عليه ما يرى من خلاف قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة، فأحزنه حزنا شديدا... فأنزل الله وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فلعلك باخع نفسك} قال: قاتل نفسك. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {أسفا} قال: جزعا. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: وأخرج ابن الأنباري في الوقف، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: لعلك يوما إن فقدت مزارها * على بعده يوما لنفسك باخع أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {إن جعلنا ما على الأرض زينة لها} قال: الرجال. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: {إن جعلنا ما على الأرض زينة لها} قال: الرجال. وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة، عن ابن عباس في قوله: {إن جعلنا ما على الأرض زينة لها} قال: العلماء زينة الأرض. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {إن جعلنا ما على الأرض زينة لها} قال: هم الرجال العباد العمال لله بالطاعة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في التاريخ، عن بن عمر قال: تلا رسول الله صلى الله علية وسلم هذه الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لنبلوهم} قال: لنختبرهم وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله: وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا} قال: يهلك كل شيء عليها ويبيد. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {صعيدا جرزا} قال: الصعيد، التراب. والجزر، التي ليس فيها فروع. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {جرزا} قال: يعني بالجزر، الخراب. والله أعلم. أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: {الكهف} هو غار في الوادي. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس قال: {الرقيم} الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي، عن ابن عباس قال: {الرقيم} واد دون فلسطين قريب من أيلة. وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج، عن ابن عباس قال: والله ما أدري ما الرقيم، لكتاب أم بنيان؟ وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن مجاهد قال: {الرقيم} منهم من يقول كتاب قصصهم، ومنهم من يقول الوادي. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن أبي صالح قال: {الرقيم} لوح مكتوب. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير قال: {الرقيم} لوح من حجارة، كتبوا فيه قصة أصحاب الكهف وأمرهم، ثم وضع على باب الكهف. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: {الرقيم} حين رقمت أسماؤهم في الصخرة، كتب الملك فيها أسماؤهم وكتب أنهم هلكوا في زمان كذا وكذا في ملك ريبوس، ثم ضربها في سور المدينة على الباب، فكان من دخل أو خرج قرأها. فذلك قوله: وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم والزجاجي في أماليه وابن مردويه، عن ابن عباس قال: لا أدري ما الرقيم، وسألت كعبا فقال: اسم القرية التي خرجوا منها. وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال: كل القرآن أعلمه، إلا أربعا: غسلين، وحنانا، والأواه، والرقيم. وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال: {الرقيم} الكلب. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر قال: كان أصحاب الكهف صيارفة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن النعمان بن بشير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن أصحاب الرقيم: "إن ثلاثة نفر دخلوا إلى الكهف، فوقع من الجبل حجر على الكهف فأوصد عليهم، فقال قائل منهم: تذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله أن يرحمنا. فقال أحدهم: نعم، قد عملت حسنة مرة... إنه كان لي عمال استأجرتهم في عمل لي، كل رجل منهم بأجر معلوم. فجاءني رجل ذات يوم وذلك في شطر النهار فاستأجرته بقدر ما بقي من النهار بشطر أصحابه الذين يعملون بقية نهارهم ذلك، كل رجل منهم نهاره كله. فرأيت من الحق أن لا أنقصه شيئا مما استأجرت عليه أصحابه. فقال رجل منهم: يعطي هذا مثل ما يعطيني ولم يعمل إلا نصف نهاره!! فقلت له: إني لا أبخسك شيئا من شرطك، وإنما هو مالي أحكم فيه بما شئت. فغضب وترك أجره، فلما رأيت ذلك عزلت حقه في جانب البيت ما شاء الله، ثم مر بي بعد ذلك بقر فاشتريت له فصيلا من البقر حتى بلغ ما شاء الله، ثم مر بي الرجل بعد حين وهو شيخ ضعيف وأنا لا أعرفه، فقال لي: إن لي عندك حقا. فلم أذكره حتى عرفني ذلك، فقلت له: نعم... إياك أبغي. فعرضت عليه ما قد أخرج الله له من ذلك الفصيل من البقر، فقلت له: هذا حقك من البقر. فقال لي: يا عبد الله، لا تسخر بي... إن لا تتصدق علي أعطني حقي. فقلت: والله ما أسخر منك: إن هذا لحقك. فدفعته إليه، اللهم فإن كنت تعلم أني قد كنت صادقا وأني فعلت ذلك لوجهك فأفرج عنا هذا الحجر. فانصدع حتى رأوا الضوؤ وأبصروا. وقال الآخر: قد عملت حسنة مرة، وذلك أنه كان عندي فضل فأصاب الناس شدة فجاءتني امرأة فطلبت مني معروفا، فقلت: لا والله، ما هو دون نفسك. فأبت علي ثم رجعت فذكرتني بالله، فأبيت عليها وقلت: لا والله، ما هو دون نفسك. فأبت علي ثم رجعت فذكرتني بالله فأبيت عليها وقلت: لا والله، ما هو دون نفسك. فأبت علي فذكرت ذلك لزوجها فقال: أعطيه نفسك وأغني عيالك. فلما رأيت ذلك سمحت بنفسها، فلما هممت بها قالت: إني أخاف الله رب العالمين. فقلت لها: تخافين الله في الشدة ولم أخفه في الرخاء؟ فأعطيتها ما استغنت هي وعيالها. اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك لوجهك فأفرج عنا هذا الحجر، فانصدع الحجر حتى رأوا الضوء وأيقنوا الفرج. ثم قال الثالث: قد عملت حسنة مرة، كان لي أبوان شيخان كبيران قد بلغما الكبر، وكانت لي غنم فكنت أرعاها... وأختلف فيما بين غنمي وبين أبوي أطعمهما وأشبعهما وأرجع إلى غنمي، فلما كان ذات يوم أصابني غيث شديد فحبسني فلم أرجع إلا مؤخرا، فأتيت أهلي فلم أدخل منزلي حتى حلبت غنمي، ثم مضيت إلى أبوي أسقيهما فوجدتهما قد ناما، فشق علي أن أوقظهما وشق علي علي أن أترك غنمي، فلم أبرح جالسا ومحلبي على يدي حتى أيقظهما الصبح فسقيتهما، الله إن كنت تعلم أني فعلت ذلك لوجهك فأفرج عنا هذا الحجر. ففرج الله عنهم وخرجوا إلى أهليهم راجعين". وأخرج أحمد وابن المنذر، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم، فأخذتهم السماء فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر، فجاف حتى ما يرون منه خصاصة. فقال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم مكانكم إلا الله، فادعوا الله عز وجل بأوثق أعمالكم. فقال رجل منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رأسيهما كراهة أن أرد سنتهما في رأسيهما حتى يستيقظا متى استيقظا، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا. فزال ثلث الحجر. وقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فانطلق وترك أجره فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك، فأفرج عنا. فزال ثلث الحجر. وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة فجعل لها جعلا فلما قدر عليها وفر لها نفسها وسلم لها جعلها. اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك، ففرج عنا. فزال الحجر وخرجوا معاتيق يمشون". وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن المنذر، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون، إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه. فقال واحد منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير يعلم على فرق من أرز فذهب وتركه، وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا، وأنه أتاني يطلب أجره فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فسقها فقال لي: إنما لي عندك فرق من أرز. فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا. فانساخت عنهم الصخرة. فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل لية بلبن غنم لي، فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا، وعيالي يتضاغون من الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبوي، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا بشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا. فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء. فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي، وإني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها، فلما قعدت بين رجليها قال: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه. فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا. ففرج الله عنهم فخرجوا". وأخرج البخاري في تاريخه من حديث ابن عباس مثله. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: غزونا مع معاوية غزوة المضيق نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف الذي ذكر الله في القرآن. فقال معاوية: لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم! فقال له ابن عباس: ليس ذلك لك، قد منع الله ذلك عمن هو خير منك فقال: فقال معاوية: لا انتهي حتى أعلم علمهم. فبعث رجالا فقال: اذهبوا فادخلوا الكهف فانظروا. فذهبوا، فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فأخرجتهم. فبلغ ذلك ابن عباس فأنشأ يحدث عنهم فقال: إنهم كانوا في مملكة ملك من الجبابرة يعبد الأوثان، وقد أجبر الناس على عبادتها، وكان وهؤلاء الفتية في المدينة، فلما رأوا ذلك خرجوا من تلك المدينة فجمعهم الله على غير ميعاد، فجعل بعضهم يقول لبعض: أين تريدون...؟ أين تذهبون...!؟ فجعل بعضهم يخفي على بعض، لأنه لا يدري هذا على ما خرج هذا، ولا يدري هذا. فأخذوا العهود والمواثيق أن يخبر بعضهم بعضا، فإن اجتمعوا على شيء وإلا كتم بعضهم بعضا. فاجتمعوا على كلمة واحدة {فقالوا ربنا رب السموات والأرض...} إلى قوله: {مرفقا} قال: فقعدوا فجاء أهلهم يطلبونهم لا يدرون أين ذهبوا، فرفع أمرهم إلى الملك فقال: ليكونن لهؤلاء القوم بعد اليوم شأن... ناس خرجوا لا يدرى أين ذهبوا في غير خيانة ولا شيء يعرف...!! فدعا بلوح من رصاص فكتب فيه أسماؤهم ثم طرح في خزانته. فذلك قول الله: فانطلقوا حتى دخلوا الكهف فضرب الله على آذانهم فقاموا. فلو أن الشمس تطلع عليهم لأحرقتهم، ولولا أنهم يقلبون لأكلتهم الأرض. ذلك قول الله: قال: ثم إن ذلك الملك ذهب وجاء ملك آخر فعبد الله وترك تلك الأوثان، وعدل بين الناس، فبعثهم الله لما يريد، {وقال قائل منهم كم لبثتم} فقال بعضهم: يوما. وقال بعضهم يومين. وقال بعضهم أكثر من ذلك. فقال كبيرهم: لا تختلفوا، فإنه لم يختلف قوم قط إلا هلكوا، فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة. فرأى شارة أنكرها ورأى بنيانا أنكره، ثم دنا إلى خباز فرمى إليه بدرهم وكانت دراهمهم كخفاف الربع - يعني ولد الناقة - فأنكر الخباز الدرهم فقال: من أين لك الدرهم؟ لقد وجدت كنزا لتدلني عليه أو لأرفعنك إلى الأمير. فقال: أو تخوفني بالأمير؟ وأتى الدهقان الأمير، قال: من أبوك؟ قال: فلان. فلم يعرفه. قال: فمن الملك؟ قال: فلان. فلم يعرفه، فاجتمع عليهم الناس فرفع إلى عالمهم فسأله فأخبره فقال: علي باللوح، فجيء به فسمى أصحابه فلانا وفلانا. وهم مكتوبون في اللوح، فقال للناس: إن الله قد دلكم على إخوانكم. وانطلقوا وركبوا حتى أتوا إلى الكهف، فلما دنوا من الكهف قال الفتى: مكانكم أنتم حتى أدخل أنا على أصحابي، ولا تهجموا فيفزعون منكم وهم لا يعلمون أن الله قد أقبل بكم وتاب عليكم. فقالوا لتخرجن علينا فقال: نعم إن شاء الله. فدخل فلم يدروا أين ذهب، وعمي عليهم فطلبوا وحرضوا فلم يقدروا على الدخول عليهم {فقالوا لنتخذن عليهم مسجدا} فاتخذوا عليهم مسجدا يصلون عليهم ويستغفرون لهم. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان أصحاب الكهف أبناء ملوك، رزقهم الله الإسلام فتعوذوا بدينهم واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى الكهف، فضرب الله على صماخاتهم فلبثوا دهرا طويلا حتى هلكت أمتهم، وجاءت أمة مسلمة وكان ملكهم مسلما، واختلفوا في الروح والجسد فقال قائل: يبعث الروح والجسد جميعا. وقال قائل: يبعث الروح وأما الجسد فتأكله الأرض فلا يكون شيئا، فشق على ملكهم إختلافهم فانطلق فلبس المسوح وجلس على الرماد، ثم دعا الله فقال: أي رب، قد ترى إختلاف هؤلاء فابعث لهم آية تبين لهم، فبعث الله أصحاب الكهف، فبعثوا أحدهم ليشتري لهم طعاما فدخل السوق، فلما نظر جعل ينكر الوجوه ويعرف الطرق، ورأى الإيمان ظاهرا بالمدينة. فانطلق وهو مستخف حتى أتى رجلا يشتري منه طعاما، فلما نظر الرجل إلى الورق أنكرها. حسبت أنه قال: كأنها أخفاف الربيع - يعني الإبل الصغار - فقال الفتى: أليس ملككم فلان؟ قال الرجل: بل ملكنا فلان. فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك، فنادى في الناس فجمعهم فقال: إنكم اختلفتم في الروح والجسد وإن الله قد بعث لكم آية، فهذا رجل من قوم فلان - يعني ملكهم الذي قبله - فقال الفتى: انطلق بي إلى أصحابي. فركب الملك وركب معه الناس حتى انتهى إلى الكهف، فقال الفتى: دعوني أدخل إلى أصحابي. فلما أبصروه وأبصرهم ضرب على آذانهم، فلما استبطؤوه دخل الملك ودخل الناس معه، فإذا أجساد لا يبلى منها شيء غير أنها لا أرواح فيها. فقال الملك: هذه آية بعثها الله لكم، فغزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة فمروا بالكهف فإذا فيه عظام، فقال رجل: هذه عظام أهل الكهف. فقال ابن عباس: ذهبت عظامهم أكثر من ثلثمائة سنة. (يتبع...)
|